أهلا بكم .!
نتابع معكم سلسلة الأعراض والتشخيص وننظيم الإضبارة الخاصة بالمريض .
تلتزم الكثير من الدول حول العالم , بمعايير محددة في تنظيم الإضبارة الطبية الخاصة بالمريض , بحيث تكون شاملة ومستوفية لأدق التفاصيل , وبحيث تكون بحد ذاتها موحدة من حيث الهيكلية , وتستعمل لغة وإصطلاحات طبية موحدة , يمكن معها بسهولة كشف التقصير من قبل منظم الإضبارة ( الطبيب ) .
توجد بعض الإختلافات بين الدول وهذا يعود لطبيعة المدرسة التي تستند إليها العقلية الراسمة لمسألة التوثيق الطبي , ولكن بالعموم , يمكن القول أن هذه الإختلافات تكاد تكون طفيفة جدا مع دخول عصر الإنفتاح المعلوماتي , وتحول العلم إلى وسيلة عابرة للقارات .
بشكل عام , يمكن لطالب الطب والطبيب الممارس إتقان هذا الأمر , من خلال تدريب نفسه على الإلتزام بالنقاط المحددة والمكونة للسجل الطبي للمريض , وكبداية , سنضع لكم هنا نقاط واضحة , يكون لزاما على من فهمها واستوعبها , أن ينتقل لمرحلة حفظها , لإنه سيجد فرقا كبيرا في الممارسة بعد حفظه للمعلومات التي نقدمها هنا , وسيجد الممارس مع الوقت , أنه لاقيمة كبيرة لأية معلومة يفهمها مالم يستحضرها بتفاصيلها في وقتها .
سنعتمد هنا نموذجا شاملا للإضبارة الطبية , والنقاط الواجب تدوينها , و كذلك الإسئلة التي يجب أن تسأل لكل مريض , ومع الوقت سيجد الممارس أن تنظيم الإضبارة بطريقة أكاديمية هو فن وعلم ومهارة لها مكانتها وقيمتها الكبيرة في الممارسة وأثر كبير على جودة العمل .
ماهي مكونات الإضبارة الطبية ؟
تتكون الإضبارة الطبية من 12 عنصرا , وكل عنصر منها يندرج تحته تفاصيل ونقاط كثيرة سيتم تفصيلها في موضعها إن شاء الله .
إحفظ .! ↓
عناصر الإضبارة الخاصة بالمريض هي :
1 - المعلومات الشخصية .
2 - شكاوى المريض .
3 - قصة المرض الحالي .
4 - القصة الحياتية للمريض .
5 - المعلومات المجتباة من فحص المريض .
6 - التشخيص المبدئي ( الأولي للمريض ) .
7 - خطة ونتائج الإستقصاءات .
8 - تأصيل التشخيص السريري الموضوع .
9 - مخطط التدبير والعلاج .
10 - المشاهدات والمتابعات اليومية .
11 - الملخص .
12 - الإنذار .
تعليقات على العناصر المكونة للإضبارة الطبية .
قد تكون بعض العناصر المذكورة أعلاه غريبة على طلبة الطب , وربما طبقة كبيرة من الممارسين , لكن من الجيد معرفة أن الكثير من الدول تتبع سياسات صارمة , وترفض العشوائية في الممارسة الطبية , ولإن أساس الإضبارة الطبية منشؤه من دوافع أخلاقية وقانونية وعلمية , تظهر الإضبارة الخاصة بالمريض بهذا الشكل , وإليكم هنا بعض الأمثلة التوضيحية .
في العنصر السادس مثلا : التشخيص المبدئي ( الأولي ) .
ربما لايوجد هذا العنصر في السجلات الطبية في دول العالم الثالث التي يعتبر التوثيق الطبي فيها كارثيا ، وعشوائيا , لكن مافائدة هذا العنصر ؟!
باختصار شديد : تقوم فكرة إجبار الطبيب على وضع التشخيص الأولي من طرفه , قبل طلب إي إستقصاء مخبري أو شعاعي .
بالاعتماد فقط على مهاراته في أخذ القصة المرضية , والفحص السريري ( يبدو وكأننا نتحدث عن الطب التقليدي القديم .!! ) .
ليس الأمر كذلك , فالطبيب الذي يتم فحص الأضابير الذي نظمها مثلا خلال سنة من قبل لجان التقييم والموارد , سيجدون أن مقاربة الطبيب وتوجهه متقارب ومقبول , وأن هنالك تقاربا بين تشخيصه الأولي وبين تشخيصه النهائي بعد طلب الإستقصاءات , فلا يعقل أن يكون التشخيص الأولي مثلا داءا غديا , والتشخيص النهائي داءا تنفسيا .!!
هنالك فرق كبير أليس كذلك ؟!
وهذا يعني أن هذا الطبيب كان مهملا في جوانب القصة المرضية والفحص السريري واعتمد فقط على الإستقصاءات , إذن , نجد هنا قواعد تشبه الضوابط الإدارية والأخلاقية والقانونية داخلة وبعمق في تنظيم سجل المريض وإضبارته , لكن الأهم من ذلك , أنها تعكس رصانة مبهرة في العمل الطبي , وضبط الجودة , وهذا الطبيب المهمل مع الوقت ستقل فرص حصوله على عمل في أماكن أخرى , طالما أن التقييمات المتلاحقة أتت سلبية بحقه من قبل لجان الموارد والمتابعة , فعندهم ( أي المدارس الطبية الغربية ) لايوجد شخص جيد إلى الأبد ، حتى لايقيم باستمرار .!
يتبع ..